في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطبة الجمعة عن : فضائل صوم شهر رمضان ١٤٤٦هـ 

خطبة فضائل شهر رمضان مكتوبة 

يسرنا بزيارتكم أعزائي الزوار في صفحة موقع النورس العربي أن نقدم لكم خطبة الجمعة عن : فضائل صوم شهر رمضان ١٤٤٦هـ 

وهي كالتالي 

خطبة الجمعة عن: (فضائل صوم شهر رمضان)

الحمد لله الذي حثّ عباده على المسابقة إلى الخيرات، ورغّبهم في عمل الصالحات، ليغفر لهم بذلك الذنوب ويكفر عنهم السيئات، ويرفع لهم الدرجات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واسع العطايا والهبات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد،

 *فيا عباد الله* : إنّ من أفضل الأعمال الصالحة وأجلّها عند الله تعالى الصيام، فقد رغّب فيه الشرعُ وحثّ عليه وجعله أحدَ أركان الإسلام العظام وأخبر الله تعالى أنه لا تستغنى عنه الأممُ لما فيه من تهذيب الأخلاق وتطهير النفوس وحملها على الصبر، فقال تعالى (( *يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون* )) وقال أيضا (( *وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون* )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبدٍ يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا".

عباد الله: قال الشعبي وقتادة وغيرهما: إن الله تعالى كتب على موسى وعيسى صوم رمضان فغيروا - "يقصد الأتباع" - وزاد أحبارهم عليهم عشرة أيام، ثم مرض بعض أحبارهم فنذر إن شفاه الله أن يزيد في صومهم عشرة أيام ففعل، فصار صوم النصارى خمسين يوماً فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الربيع، وعن دعفل بن حنظلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان على النصارى صوم شهر فمرض رجل منهم فقالوا: لئن شفاه الله لنزيدن عشرة، ثم كان ملك آخر فأكل لحماً فأوجع فاه فقالوا: لئن شفاه الله لنزيدن سبعةً، ثم كان ملك آخر فقالوا: لنتمن هذه السبعة الأيام ونجعل صومنا في الربيع، قال: فصار خمسين، وقال مجاهد: كتب الله جل وعز صوم شهر رمضان على أمة، وقيل: أخذوا بالوثيقة فصاموا قبل الثلاثين يوماً وبعدها يوماً قرناً بعد قرنٍ حتى بلغ صومهم خمسين يوماً فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الفصل الشمسي" وهذا معنى قوله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) وقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

 *عباد الله* : من فضائل الصيام أنه وقاية للعبد من عذاب الله يوم القيامة، وعن جابر -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما الصيام جُنّةٌ يستجنُّ بها العبد من النار هو لي وأنا أجزي به"، ومنها أنه طريق عظيم إلى الجنة، وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: مُرني بعمل يُدخلني الجنة، قال: عليك بالصوم فإنه لا عدل له" ثم أتيته الثانية، فقال لي: عليك بالصيام" وفي رواية: فكان أبو أمامة لا يُرى في بيته الدُّخان نهارا إلا إذا نزل بهم ضيف"، ومنها أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقوم الصيام أيْ ربِّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان". ومنها أن الصائم يُوفّى أجره بغير حساب، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل عمل ابن آدم يُضاعف الحسنة عشرُ أمثالها إلى سبعمائة ضِعف، قال الله -عز وجل- إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك" وعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة".

 *عباد الله* : فتعاونوا على فقراء المسلمين ومساكينهم، يقول أبو السوار العدي -رحمه الله- كان رجال من بني عديِّ يُصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه، وروي عن بعض السلف قوله "لأن أدعو عشرةً من أصحابي فأطعمهم طعاما يشتهونه أحبُّ إليّ من أن أُعتق عشرة من ولد إسماعيل"، وكان بعض السلف مثل الحسن وابن المبارك -رحمهما الله- يُستحب أن يُطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروّحهم، وابن عمر -رضي الله عنهما- كان لا يفطر في رمضان إلا مع المساكين ويُحافظ على ذلك باستمرار، فإذا منعهم أهلُه عنه لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان -رضي الله عنهما- إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع، وقد أكل أهلُه ما بقي في الجَفنة من الطعام فيصبح صائما ولم يأكل شيئاً.

 *عباد الله* : فاتقوا الله وأكثروا بقضاء حوائج المحتاجين، وقدموا العون إلى الفقراء والمساكن، هذا موسم الخير والبركة، فاغتنموه بمال الله الذي أعطاكم (( *وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين)).

عباد الله: مَن لم يَتْبْ في رمضانَ فمتَى يَتوب؟ ومَن لم يُقلِعْ عن الذُّنوبِ في رمضانَ فمتَى يُقلِع، ومَن لم يَرْحَم نفسَهُ وقتَ الصيامِ فمتَى يَرحمُها؟

 *عباد الله* : اتقوا الله واجتهدوا، وأحسنوا النية، فكم من أناس صاموا معكم رمضان الماضي وهم الآن من أصحاب القبور، وكم من أناس لا يكملون رمضان يهجم عليهم الأجل قبل إتمامه.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك المخلصين.

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، واغفرلنا ذنوبنا يا غفور يا رحيم.

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وهيئ لنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

أقيموا الصلاة يرحمكم الرحمن

 بقلم: *رضوان الله عبد الغني أديوالى الأدبي*

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
خطبة الجمعة عن : فضائل صوم شهر رمضان ١٤٤٦هـ

اسئلة متعلقة

...